مستقبل الدول العربية وسادات

مستقبل العالم الاسلامي و سادات


لقد انهارت الإمبراطوريات في بداية القرن الماضي. وتم تشكيل الأمم الموجودة تحت كيان الإمبراطوريات على شكل دويلات منسقة من قبل الفائزون في الحرب العالمية الأولى. بالرغم من أن الدول المعتمدة تعتبر نفسها حرة، حكم عليها لبقى تحت سيطرة الأنظمة الشمولية. لقد تم حماية ودعم الدكتاتوريين من قبل الدول الوصية.
خلال الحرب العالمية الأولى، تم حكم دول الغرب المتطورة من قبب ديكتاتوريين فاشيين أما السوفييت والدول المرتبطة بها حكمت من قبل ديكتاتوريين شيوعيين.
وبعد الحرب العالمية الثانية، بينما كانت الدول الغربية تقوم بتأسيس الأنظمة الديمقراطية آخذة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مثلا لها، اعتمدت السوفييت والدول المرتبطة بها الشيوعية كنظام حكم.
كون الغرب بقيادة أمريكا حاجز الناتو (خلف الشمال الأطلسي) ضد الشيوعية، أما الاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا شكلت حلف وارسو ضد الرأسمالية المحتدمة.
لقد مضى القرن الماضي باستغلال الدول التي لم تحظى بحريتها، وذلك نتيجة لتشغيل القوتين العظيمتين الإيديولوجيات التي يمثلونها عن طريق إبراز وتطوير وتشجيع القوات المسلحة.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم تشكيل عصبة الأمم (10 يناير 1920: 18 أبريل 1946) بعد تنقيحها من قبل فائزي الحرب، وفي تاريخ 24 أكتوبر 1945 تم تأسيس الأمم المتحدة. بالرغم من أنها أظهرت أن هدفها هو "تأمين العجالة والأمن، النهوض الاقتصادي والمساواة الاجتماعية لجميع الدول في العالم"، قامت الدول الغربية باستخدام الأمم المتحدة كأداة من أجل تأسيس نظام استغلال الخاص بهم وضمان استمرارها.


بعد الحرب العالمية الثانية بينما تدعم إسرائيل التي تم تثبيتها في فلسطين كمركز شرطة متقدم للحروب الصليبية السابعة والعشرين (27) والتي تدخلت كخنجر في الجغرافيا التي تعتبر بمثابة قلب الجغرافيا الإسلامية، على أنها عين وأذن وقبضة العالم المسيحي، وبينما نحمى من قبل جميع المؤسسات التي بيد الغرب بما في ذلك الأمم المتحدة، قاموا بجعل العالم ينسى أن هذه الدولة الصغيرة أداة الغرب بالإجراءات النفسية المكثفة، وعن طريق إظهار أن إدارة العالم في قبضة يد الصهاينة وعن طريق تخويف العالم الإسلامي.
وفي نهاية القرن الماضي انهار الاتحاد السوفيتي الذي حاول أن يبقي أفغانستان وتحطمت الإيديولوجية الشيوعية.
وفي بداية القرن الحالي أخذت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو درك العالم دون منازع. قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها باستعمار أفغانستان والعراق الواحدة تلو الأخرى بحجة جلب الحرية. ولقد كلف هذين الاستعمارين العسكريين تكلفة كبيرة. جلبها لمرحلة الانهيار الاقتصادي وأوصلهم إلى حقيقة أنهم لن يستطيعوا أن يفرضوا هيمنتهم عن طريق الاستعمار العسكري.
بالرغم من الجغرافيا التي تمتلك جيوستراتيجية مهمة تهيمن على مركز القارات الثلاثة التي تمر من خلالها خطوط النقل البرية والبحرية والجوية العالمية، وبالرغم من الموارد الغنية السطحية والباطنية والقيم المعنوية العظيمة التي تقوم بتمثيلها الدول المسلمة التي من بين دول الأعضاء للأمم المتحدة التي يبلغ عددها، لم يصلوا يتوحدوا ويصلوا إلى القوة التي يستحقونها لأنهم لم يتخلصوا من توجيهات الغرب ولأن إداراتهم الوطنية لم تقم بما في وسعها.
ان عين القوى الإقليمية والعظمى العالمية (الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة واليابان والصين والهند) على جغرافية العالم الإسلامي. يقومون بالكفاح من أجل تأسيس هيمنتهم على الدول الإسلامية ولخبطة هذه الدول من أجل ضمان مصالحهم السياسية والاقتصادية.
لقد رأت تركيا منذ تأسيس الجمهورية أن الوصول إلى مستوى الدول المتطورة بقبول عدم إمكانية تغيير المجتمع بالثورة الاجتماعية – الثقافية على أنه تهديد للدين الإسلامي والقيم الإسلامية والحضارة التي تمثلها. بينما كانت تلف وجهها إلى الغرب عن طريق إظهار الحضارة الغربية على أنها أقصى حضارة يمكن الوصول إليها أعطت ظهرها للدول الإسلامية والأمم الإسلامية وأصبحت غريبة عن العالم الإسلامي. إن دولتنا التي تتحرك في جدول أعمال الغرب منذ قرن، شكت في الدول العربية ونظرت إليهم دائما نظرة الكشف عن تهديد. لقد أدت هذه النظرة إلى تكون إرادتين متضادتين تماما في الدولة (البيروقراطية والإرادة السياسية)، وأن تكونا في صراع دائم، وأن تذهب قوة الدولة هباء على الشعب. ان القوات المسلحة التي تمسك بالإرادة السياسة تحت وصايتها والتي تتحكم بسلطة البيروقراطية، جعلت الشعب الكردي يسأل عن انتمائه للدولة وذلك بسبب تمسكه بالقومية العلمانية ورغيته في القضاء على القيم الدينية في وضع كونه الرابط الوحدة الوحيد.
يرتبط هيمنة الإرادة الوطنية على جميع مؤسسات الدولة من أجل أم تستطيع تركيا القيام بقيادة الدول الإسلامية للقيادة التركية من أجل وحدة الدول الإسلامية.
توجد أيام عصيبة أمام الدول الإسلامية التي في طريقها لإختيار الديمقارطية عن طريق الإطاحة بالسلطات الاستبدادية. يجب أن لا يتم دفع الديمقارطيين الشباب الذي سيكافح الفساد والفقر والحاجة إلى العدالة إلى أحضان الغرب مرة أخرى من أجل حل مشاكلهم الضخمة. يحتاجون إلى التضامن وموجه نحو الطريق الصحيح. يحتاجون إلى التعاون والدعم الاقتصادي، وموجه طريق للسياسة الخارجية، والتعاون ضد المستغلين، وإلى أنظمة عدالة بديلة للانتهاكات في الحقوق الناتجة عن دولهم وعن دول عالم الثالث.
رفاه الأمم التركية والمسلمة مرتبط بتأسيس السلام والعدالة في العالم وبصدور الدول الإسلامية كقوة عظيمة على الساحة السياسية العالمية.
إن شركة سادات المساهمة عبارة عن شركة تجارية تركز على الخدمة وتتجسد من أجل المساهمة في بروز العالم الإسلامي كقوة عظيمة.

عدنان تانريفيردي
الجنرال المتقاعد
رئيس مجلس ادارة شركة صادات المساهمة