فلسطين هي قضية تركيا الأساسية (5 فبراير 2009)

فلسطين هي قضية تركيا الأساسية

فلسطين-6

 

من الواضح أن القضية الفلسطينية ستكون في جدول أعمال العالم لفترة طويلة.

  • انتخاب شخص من أصول مختلفة رئيسًا للولايات المتحدة التي تحاول الخروج من الأزمة الاقتصادية في الفترة الجديدة من خلال ترك السياسة الخارجية المؤيدة للعنف للولايات المتحدة، توصيل رسائل على أنها تريد تطوير سياساتها التي تستند على علاقات أكثر ليونة مع العالم الإسلامي ودول الشرق الأوسط؛
  • محاولة إسرائيل للإبادة الجماعية في غزة، التي بدأت في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 واستمرت على ذلك ببطء في 18 يناير/كانون الثاني 2009؛
  • أثناء الانتخابات البرلمانية والدعاية الانتخابية في إسرائيل في 10 فبراير/شباط 2009، وعود الأحزاب السياسية البارزة بتدمير حماس، الذي أسس حكومة فلسطين الشرعية والذي بنى مقاومة غزة؛

هذا يشير إلى أن العالم سيتحدث عن فلسطين لفترة طويلة.

  • في ختام المظاهرات والمسيرات التي قادتها المنظمات المدنية أثناء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وقوف الشعب التركي وتوجيه مساعداته المالية والمعنوية لفلسطين؛
  • دعوة لوقف الهجوم من خلال مجلس الأمن القومي، اتخاذ الحكومة التركية موقفا ضد إسرائيل من قِبل رئيس الوزراء؛
  • المعاملة القاسية لرئيس إسرائيل شمعون بيريس من قبِل رئيس وزرائنا، في الجلسة التي عقدت في دافوس في 29 يناير/ كانون الثاني2009؛

وضعت تركيا في وسط جدول الأعمال الدولي.

بعيداً عن العواطف، يجب عدم صرف النظر عن الأبعاد الثلاثة لقضية فلسطين التي سحبت تركيا الى داخلها.

أولاً البُعد الإنساني.

الشعب الذي تم احتلال أراضيه، قطع اتصاله المادي مع العالم الخارجي، انخفضت مستوياته المعيشية إلى ما دون مستوى الفقر، لم يتمكنوا حتى من تلبية احتياجاتهم الأكثر حيوية وحُرموا من إمكانيات الدفاعية إلا الأسلحة البسيطة؛ تم قصفهم22 يوم ليلاً ونهارًا، بدايةً المدارس والمستشفيات والمساجد والمناطق المدنية، من البر والجو بشكل مخطط، بجميع أنواع الأسلحة الحديثة وبالذخائر ذات التدمير الكبير.

أسفر الهجوم عن إصابة أكثر من 5000 شخص و1500 شهيد.

 الصمت على هذه الإبادة، هو سلوك لا يمكن تفسيره بالنسبة لأشخاص والدول التي تدعي أنها تعطي قيمة للإنسان.

 ومن أجل ذلك، تركيا لا يمكن أن تبقى صامتة، وقوفها إلى جانب المظلومين، هو دينٌ عليها للبشرية.

ثانياً، البُعد الإسلامي.

الذين يتم أسرهم في أراضيهم ويتعرضون للإبادة الجماعية هم المسلمين.

على الرغم من أن مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض وأمام أعين العالم كلها، استمرت المجزرة لمدة 22 يومًا. ما تم إيقافها.

القوة العسكرية المستخدمة على فلسطين ليست القوة التي ظهرت من موارد إسرائيل الذاتية. إنها القوة التي خصصتها عقلية الصليبية التي وضعت إسرائيل في هذه الأراضي بسبب المحاسبات التاريخية. يعني يستمر الغرب، في محاسباته مع الإسلام من خلال إسرائيل، الذي يدعمها بكل إمكانياتها.  

لنتمكن من تشخيص المشكلة بشكل صحيح؛ يجب النظر عليها بأنها الحرب بين الصليب-الهلال غير الحرب العربية الإسرائيلية. إذا لم نراها على هذا النحو، فلا يمكننا تفسير الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق وهجماتهم على هذين البلدين.

من أجل حماية حقوق الأمم الإسلامية، هناك حاجة لتوحيد الدول ذات الشعوب الإسلامية إمكانياتها في مواجهة الغرب الذي يوحد إمكانياته من أجل القيام بالاعتداءات.

عند هذه النقطة، تقع على عاتق تركيا مهمة كبيرة التي واجهت 20 حملة صليبية من أصل 24، التي وقعت بعد قبول الدين الإسلامي، لقد تركيا كانت درعًا للدول الإسلامية، وكانت قائدة الإسلام من خلال حملها راية الإسلام السياسية والعسكرية والثقافية ما يقارب 1000عام وكانت جميع الدول الإسلامية تتابعها بكل بعناية.

الانعكاسات الإيجابية في العالم الإسلامي، سواء من مواقف الشعب التركي وتصرّف رئيس الوزراء في دافوس، جلبت مرة أخرى الانتباه الى قيمة تركيا الموّحدة.

سياسة التي تتابعها تركيا في هذه القضية ودعم هذه السياسات بإجراءات فعّالة، سيكون انطلاق مهم الذي يساعد في تشكيل تحالف من أجل مواجهة القوى التي تهدد الإسلام.

إن الأزمة الاقتصادية التي وقعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، جعلت الظروف بأن تكون مناسبة.

إجراء خطوات معقولة ومبررة، سيحقق أيضاً اختبار صدق الولايات المتحدة.

إن محاولات عرقلة العمل المشترك للدول الإسلامية ستكون عاملاً مهماً لتسريع انهيار الولايات المتحدة. ولهذا السبب، يجب تخطي ردود فعل أمريكية بكل صمود.

إن الخطوات الجريئة التي يجب اتخاذها للتحالف الإسلامي ستجعل القرن الحادي والعشرين قرنًا من الاستقرار والسلام الحقيقي، حيث يكون الإسلام هو الفاعل الحاسم فيه.

ستكون مفتاح التطورات والمبادرات التي ستساعد فلسطين على بقائها كدولة.

عند النظر الى البُعد الإسلامي للقضية الفلسطينية تقع تركيا في مركز القضية.

 

ثالثاً. البُعد الوطني.

إسرائيل التي تحاول إنشاء دولة وحدوية والاستقرار بهضم فلسطين، داخل حدودها الحالية من المحتمل أن تأتي مع تركياً وجهاً لوجه في المدى المتوسط في الشرق الأوسط.

تشكل إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي تهديداً لمصالح الوطنية التركية.

 في هذا الصدد وجود فلسطين كدولة مستقلة له أهمية حيوية بالنسبة لتركيا، متمسكاً بقرارات الأمم المتحدة.

وأخيراً؛

  • يجب جلب القوة العسكرية المشتركة الإسلامية لمواجهة إسرائيل المدعومة من الغرب ومواجهة الاحتلالات في الجغرافيا الإسلامية التي تتحقق باستخدام القوة العسكرية.
  • يجب بدء التعاون الدفاعي والمبادرات المشتركة لصناعات الدفاعية بين الدول الإسلامية.
  • يجب على تركيا القيام بدور فعّال في هذه الجهود التي تحتاج إلى عملية طويلة وصعبة.

الله جل جلاله يكون في عون الذين يعملون ويريدون أشياء جميلة ويعيشون بشكل جميل ويفكرون بشكل جميل. 05 فبراير/ شباط 2009

عدنان تانريفردي

الجنرال المتقاعد

رئيس العام لجمعية ASDER